|
من قبل وكالة أسوشيتد برس
فبراير 25, 2020
توفي ثيش كوانج دو، وهو راهب بوذي اصبح الوجه العلني للمعارضة الدينية في فيتنام بينما احتجزته الحكومة الشيوعية في السجن او تحت الاقامة الجبرية لأكثر من 20 عاما، عن عمر 91 عاما.
يذكر ان دو، الذى توفى يوم السبت فى مدينة هو شى منه، هو الزعيم الاعلى لكنيسة فيتنام البوذية الموحدة المحظورة التى تتشابك باستمرار مع الحكومة حول قضايا الحرية الدينية وحقوق الانسان.
وقال المكتب الاعلامي البوذي الدولي في باريس الذي يتحدث باسم الكنيسة المحظورة واعلن وفاته انه يعاني لسنوات عديدة من مرض السكري وضغط القلب وارتفاع في ضغط الدم.
وقد رشح دو لجائزة نوبل للسلام وحصل على العديد من الجوائز لنشاطه، بما في ذلك جائزة رافتو لحقوق الإنسان وجائزة هيلمان/هاميت، التي تمنحها مجموعة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك للكتاب شجاعتهم في مواجهة الاضطهاد السياسي.
«الناس خائفون جدا من الحكومة... أنا فقط أجرؤ على قول ما أريد قوله. وقال دو في مقابلة نادرة اجريت في عام 2003 «لهذا السبب يخافون مني».
وحتى فى الوقت الذى اعتنقت فيه فيتنام التحرير الاقتصادى والاسواق الحرة فان نظامها السياسى مازال تحت سيطرة الحكومة الشيوعية.
وقال دو ان الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان «اهم من التنمية الاقتصادية» وبدونها «لا يمكننا ان نحرز اي تقدم بالمعنى الحقيقي».
وكان تحت مراقبة شبه مستمرة لسنوات فى منزله فى دير ثانه مينه زن بمدينة هوشى منه حيث نظم وفقا لما ذكره مؤيدوه برامج ائتمانات صغيرة وحملات اغاثة من الفيضانات بينما كان ينسق اللجان الاقليمية لكنيسته المحظورة.
وذكر مكتب الاعلام البوذى الدولى انه حرم من كافة وسائل الاتصال بشكل مستقل خلال العام الماضى بعد انتقاله الى معبد تو هيو بالمدينة بعد ان تم ارساله من دير ثانه مينه زن وعيشه لفترة قصيرة فى شمال فيتنام.
وقالت مجموعة الدعم التي تتخذ من باريس مقرا لها في رسالة بالبريد الالكتروني ان «الاشخاص الذين يعتنون به صادرون هاتفه الخلوي ومنعوا مساعده الشخصي من زيارته».
البوذية هي الدين الرئيسي بين سكان فيتنام الذين يبلغ عددهم 98 مليون نسمة، على الرغم من أن هناك أيضا الملايين من المسيحيين. وقد أصبحت الحكومة أكثر تسامحا مع العبادة العامة في السنوات الأخيرة، ولكنها لا تسمح إلا بحفنة من الجماعات الدينية المعتمدة رسميا.
ولد دو دانغ فوك تو فى مقاطعة ثاى بينه الشمالية يوم 27 نوفمبر عام 1928. تحديه للحكومات القمعية قبل الاستيلاء الشيوعي عام 1975 على جنوب فيتنام المدعومة من الولايات المتحدة وسايغون السابقة، والآن مدينة هو تشي منه. وقد سجن لأول مرة في عام 1963 تحت قيادة الزعيم الكاثوليكي نغو دينه ديم، وبعد إعادة توحيد فيتنام احتج على الشيوعيين الحاكمين.
وبعد إلقاء القبض عليه في 1977 بتهمة «تقويض التضامن الوطني» والقيام «بأنشطة مناهضة للثورة»، تحمل دو ما يقرب من عامين من الحبس الانفرادي في زنزانة سجن طولها ثلاثة إلى ستة أقدام تقريباً، وكان يحدق من خلال نافذة بحجم يده إلى أن أجبرت الضغوط الدولية على إطلاق سراحه. يقول المؤيدون.
وفى عام 1981، أنشأت الحكومة الكنيسة البوذية التى يسيطر عليها الحزب الشيوعى وأجبرت دو على النزوح الداخلى فى مقاطعة ثاى بينه الشمالية. وقال مؤيدوه انه عرض على دو في وقت لاحق قيادة الكنيسة الرسمية، لكنه رفض وفر في 1992 الى مدينة هو تشي منه.
وفى عام 1995، حكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهم شملت ارسال فاكسين الى البوذيين المغتربين متهمين الحكومة بعرقلة مهمة اغاثة من الفيضانات تحت رعاية الكنيسة. وأدت الضغوط الدولية إلى الإفراج عنه في وقت مبكر في عام 1998، لكنه وضع مرة أخرى تحت الإقامة الجبرية في عام 2001.
وعلى الرغم من الافراج رسميا عن دو بعد عامين، ذكر تقرير صدر في عام 2005 عن مجموعة العمل التابعة للامم المتحدة حول الاعتقال التعسفي مصدر لم يذكر اسمه قوله ان القيود المفروضة على دو «تعادل الاعتقال».
وعلى مر السنين نفت فيتنام الاتهامات بانها وضعت دو وزعيم سابق للكنيسة البوذية الموحدة الفيتنامية الراحل ثيش هوين كوانغ تحت الاقامة الجبرية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية لو دونغ فى عام 2005 انهم "يعيشون حياة طبيعية" فى اديرة كل منهم.
ووصت اللجنة الامريكية للحرية الدينية الدولية، وهى مجموعة مستقلة أنشأها الكونجرس الامريكى، وفاة دو بانه "خسارة لا تصدق للشعب الفيتنامى «.
وقال المفوض انوريما بهارغافا فى بيان اصدرته الجماعة "انه بقوته الهادئة ونعمته، ناضل لعقود للحفاظ على الحرية الدينية وتعزيزها فى فيتنام «.